2 Comments

سيمتد نظام بشّار “الساقط” إلى حين .. لكن “الوصفة الإسرائيلية” هي الأغرب !

* كتب نصر المجالي

كثيرون تنبأوا بأن الرئيس السوري بشّار الاسد سيسقط في العام 2012 بل قبل ذلك، وكثيرون تنبأوا بسقوطه في هذا العام الجديد، وهو في آخر المطاف ساقط لا محالة وغائب عن المشهد السياسي وإلى الأبد رغم سقوط خيار التدخل العسكري الخارجي أو أنه بات أقل احتمالاً ،،، ولكن متى وكيف ؟ هذا ما ستكشفه الأسابيع الآتيات بحلوها ومرها من المرحلة الأولى لولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما الثانية في البيت الأبيض وهي ستدخل حيز التنفيذ هذا الشهر.
ومع توقعات سقوط بشّار وهو الشرط الأساس لنجاح الانتقال السلمي، فإن مشاركته ونظامه في مثل هذه العملية أيضاً عامل حاسم لمثل هذا النجاح حتى لا تكرر تجربة العراق وأفغانستان ليبيا نفسها ثانية!
وهنا لا بد من استذكار ما كان العاهل الهاشمي الملك عبدالله الثاني طرحه قبل عام بالتمام والكمال في تصريحات لتلفزيون (بي بي سي) من ضرورة مشاركة نظام دمشق في عملية إيجاد بديله “وإلا انقلب الحال إلى فوضى تعم الإقليم بعد تفجير اللغم السوري بأكمله”، ويبدو أن الرسائب الأردنية تم التقاطها بشكل متأخر أو أنه تم استيعابها “نقطة نقطة” من عواصم القرار الدولي.
كل المؤشرات تؤكد استمرارنظام بشّار لفترة من الوقت، فالإدارة الأميركية لا تستعجل ذهابه مترافقاً ذلك مع إجراءات عملية على الأرض من بينها تصفية بعض الأطراف المتشددة على الأرض السورية قبل الوصول الى حسم كامل في شكل وهيئة الحكم الجديد.
ثم أنه علينا انتظار انعقاد مؤتمر في جنيف بعد اسبوعين، بمشاركة عناصر سورية معارضة تؤمن بالحوار مع النظام، تحت عنوان الحفاظ على الوحدة الجغرافية والديموغرافية ومنع تقسيم البلاد او تفتيتها، وهذا المؤتمر، مثلما قال منظموه، مدعوم من دول اوروبية بينها المانيا وسويسرا والسويد.
من جهتها، فإن المملكة العربية السعودية وهي من أشد مناصري إسقاط نظام بشّار، صدرت عنها رسائل متعددة الاتجاهات، فمفتي السعودية أصدر فتوى بعدم ذهاب مقاتلين إلى سوريا وإن كان دعا الى مد الثورة بالمال والسلاح، كما أن وزير الخارجية الامير سعود الفيصل عبّر عن تأييد بلاده لحل سلمي في سورية، وترك مسألة خروج الأسد للسوريين.

* الرسائل وخطاب الأسد

مثل هذه الرسائل والإشارات السريعة التي على من يهمه الأمر التقاطها، جاءت متزامنة مع خطاب بشّار الأسد الذي بثه التلفزيون السوري في أول خطاب جماهيري له منذ يونيو/حزيران.
الأسد اقترح في خطابه مبادرة سياسية لإنهاء النزاع في بلاده، بيد أنه اتهم معارضيه في الوقت ذاته بأنهم “إرهابيون ودمى في يد الغرب”، وهو دعا إلى مؤتمر للمصالحة مع من قال إنهم لم “يخونوا” سوريا، يعقبه تشكيل حكومة جديدة وإصدار عفو.
وأضاف الأسد في خطابه الذي ألقاه في دار الأوبرا بوسط العاصمة دمشق أن مبادرته لحل الأزمة تتضمن مراحل عدة، أولها التزام الدول المعنية وقف تمويل تسليح المعارضة، يلي ذلك وقف الجيش للعمليات العسكرية مع الاحتفاظ بحق الرد إن تعرض للهجوم، وإيجاد آلية للتأكد من إمكانية ضبط الحدود.
وفي المرحلة الثانية تتم الدعوة لعقد مؤتمر يعمل على الوصول إلى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سوريا ووحدة أراضيها ويرسم المستقبل الدستوري لها، ثم يعرض الميثاق الوطني للاستفتاء الشعبي، وتشكل حكومة وطنية موسعة، ويصاغ دستور جديد يطرح للاستفتاء ثم تنظيم انتخابات.
وفي المرحلة الثالثة والأخيرة تشكل حكومة جديدة وفقا للدستور وتجري مصالحة وطنية ويعلن العفو العام، يلي ذلك العمل على إعادة الإعمار.

* ردات الفعل

لم تكن ردات الفعل العالمية والسورية كلها إيجابية على ما طرحه الرئيس السوري، فقد دانته الخارجية الاميركية خطابه الذي وصف فيه معارضيه بأنهم “دمى في يد الغرب”، وجددت الدعوة لتنحيه عن السلطة، ووصفت مبادرة السلام التي اقترحها بأنها “منفصلة عن الواقع” و”محاولة اخرى من النظام للتشبث بالسلطة”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند ” إن “مبادرة (الاسد) منفصلة عن الواقع، إنها تقوض جهود الوسيط الدولي الأخضر الابراهيمي وستكون نتيجتها الوحيدة استمرار القمع الدامي للشعب السوري”.
الا ان ايران، حليفة بشّار رحبت بالخطاب وقالت إنه – اي الخطاب – طرح “خطة سياسية شاملة” من شأنها حل الازمة التي تعصف بسوريا. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن وزير الخارجية علي أكبر صالحي قوله “هذه الخطة ترفض العنف والارهاب والتدخلات الخارجية في الشأن السوري، وتحدد ملامح مستقبل البلاد من خلال عملية سياسية شاملة.”
وحث صالحي القوى الدولية والاقليمية على دعم محاولات انهاء الازمة من خلال ما وصفه “بحل سوري.”
ومن جانبه، أكد الاتحاد الأوروبي على ضرورة “تنحي الرئيس السوري للسماح بانتقال سياسي”، وقال متحدث باسم مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاترين اشتون إن الاتحاد “يدقق في خطاب الأسد ليرى إذا ما كان يتضمن شيئا جديدا لكن موقفنا واضح وهو ضرورة أن يتنحى الأسد ليتيح المجال لعملية انتقال سياسي”.
ووصف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ اقتراحات الأسد بأنها “وعود فارغة مفعمة بالنفاق”. وقال إن العنف والقمع هما من صنع يدي الأسد.
وفي أما وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله فأعرب عن أسفه لخلو خطاب الرئيس السوري “من أي ادراك جديد لواقع ما يحدث في سوريا” وطالب بتنحيه لتشكيل “حكومة انتقالية”.
وبدوره قال وزير الخارجية التركي إن ما جاء في الخطاب هو وعود مكررة ومفرغة من المضمون.
ومن جهته، قال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض وليد البني إن “كل ما يريد الأسد هو قطع الطريق على إيجاد تسوية سياسية قد تتمخض عن اللقاء الروسي الأميركي المزمع مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا لخضر الإبراهيمي”.
ونقلت وكالة فرانس برس عن البني قوله “نحن قلنا عند تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأننا نرغب بحل سياسي، لكن هناك هدفا خرج السوريون من اجله، ودفعوا لاجله حتى الآن اكثر من 60 الف شهيد. السوريون لم يقدموا كل تلك التضحيات من اجل ان يعيدوا الاستقرار لنظام الطاغية” الذي يحكم سوريا.
واعتبر البني أن خطاب الأسد موجه بالدرجة الأولى الى “المجتمع الدولي الذي يقوم بجهود حقيقية لانضاج حل سياسي يؤدي الى تلبية طموحات الشعب السوري بانهاء الاستبداد وعلى راسه انهاء نظام عائلة الاسد”.

* وصفة إسرائيلية لما بعد بشّار

وإلى ذلك، فإنه مادام هناك رابحون وخاسرون من إسقاط نظام بشار الأسد، فإن إسرائيل تتفرد ب، سوريا بعد بشّار: “منزوعة الأسلحة منزوعة السيادة منزوعة القرار ومنزوعة الأحذية والدّسم كمان” .. ؟
وتعالوا لنقرأ بعض ما أفتى به الجنرال والوزير وحاكم الضفة الغربية الإسرائيلي السابق أفرايم سنية في مقال نشرته (هآرتس) على وقع تداعيات الحدث السوري وما تستطيع اسرائيل ان تعرضه على سورية بعد بشّار الاسد؟.
يقول سنية الذي يعتبر احد الخبراء الإسرائيليين الأهم في الشرق الأوسط: يجب ان يقو.م العرض الاسرائيلي على حاجات سورية الأساسية وأولها اعادة إعمار الدولة، وتستطيع اسرائيل ان تعرض عليها اتفاق عدم اعتداء لعشر سنين أو عشرين، ويعفي هذا الاتفاق سورية من الحاجة الى بناء جيش حديث وكبير يكلف تسليحه وصيانته المليارات.
ويضيف سنية: إن التزام اسرائيل الصريح ألا تعتدي يُسهل على دمشق ان تؤخر كل نفقة حربية لا داعي اليها. وهو يوجب على سورية ضمنا ان تكف عن خطاب اعادة الجولان بالقوة. ولا يجب ان يكون هذا الشرط شرطا مكتوبا موقعا عليه، لكن يجب ان تلتزم سورية في نطاق الاتفاق الجديد ان تفي بعدة شروط يعفي نقضها اسرائيل من التزاماتها:

– منع كل مساعدة لحزب الله في لبنان مباشرة أو غير مباشرة.
– إبعاد كل القوى غير النظامية (المنظمات السلفية ومؤيدي القاعدة في الواقع) عن الحدود مع اسرائيل مسافة كبيرة يتم الاتفاق عليها.
– الحفاظ بالفعل على اتفاق تقليل عدد القوات في هضبة الجولان.
– إبقاء قوة الامم المتحدة في هضبة الجولان وتجديد تفويضها.
– الامتناع عن كل شراء أو تطوير آخر لاسلحة الابادة الجماعية.

وختم افرايم سنية:إن اقتراحا كهذا سينقل الى السلطة الجديدة التي ستنشأ في دمشق رسالة ارادة خيِّرة ويضبط انضباطنا، وتستطيع اسرائيل ان تربح فقط من مجرد تقديمه. (انتهى الاقتباس).

2 comments on “سيمتد نظام بشّار “الساقط” إلى حين .. لكن “الوصفة الإسرائيلية” هي الأغرب !

  1. نعم هنالك تغيير في مواقف بعض الاطراف ابرزها السعودية والذي يعتبر تغيير نوعي في موقفها من بشار وكما اشرت طكتور المجالي يبدو ان الخيارات والاحتمالات مابعد الاسد تخيف البعض بعد الظاهرة العراقية اما السعودية فسوف تجد نفسها مابين التنظيمات الجهادية وتنظيم الاخوان في معاقلها . هنالك تسريبات ومن داخل الاردن تشير استمرا بشار حتى 2014! الجميع يتفق لا توجد معركة عسكرية حاسمة مع بشار سو ينحسر في المناطق العلوية مع التقدير .جاسم محمد

Leave a comment