2 Comments

عيدي حيث تكون “نورة” ويجتمع شمل العائلة في ديرة القبيلة

حبيبتي وغاليتي وحفيدتي قرّة عيني نورة كريمة نجلي الأكبر يزن نصر المجالي

هذا اليوم سأبتعد قليلا عن الكتابة عن الشؤون السياسية خاصة وأن كل ما هو متعلق بهذا الشأن بإقليم الشرق الأوسط “يغمّ البال ويكدّر الخاطر”.. سأكتب عن فرحة العيد وخصوصيتها في ديار الأهل والعشيرة.

 منذ اثنين وثلاثين عاماً لم أتذوق طعم العيد في ديرتي الأصل، حيث كانت رحلة الاغتراب،، في دولة الإمارات لثلاث سنين ونيف ولندن لـ 28 عاماً … ولكن رغم ذلك، كنت ابذل كل المحاولات لجعل هذه المناسبة تدخل الفرح إلى قلوب أسرتي بـ “طعم خاص” قد يكون مختلفاً بعض الشيء عمّا يمكن أن يمارس بين الأهل في الوطن الأصل.

 هذه السنة، رغم كل الويلات والدماء والفوضى التي يشهدها الإقليم تحت كل المسميات، يفقد العيد “ميزته الطفولية الخاصة الخاطفة” التي كنا نتعلق بها منذ نعومة الأظفار،،، حيث كبار العالم والإقليم هذه الأيام “لا وفقهم الله” يريدونه عيد دم وقتل.

 والعيد حين خرج عن كونه حالة دينية تعقب شهر رمضان المعظم،، كرس نفسه كعادة تخطف ألباب الأطفال ابتداء من قطعة الحلوى و”شوية” الفراطة من الفلوس التي كان يدسّها الجد او العم او الخال حين نتحمل عناء مشقة السفر للسلام عليه أو عليهم بالمناسبة، رغم أن حظّنا أنا واشقائي كان منها قليلا في إطار عائلتنا.

 لحسن الحظ، فإنني أقضي عيد الفطر هذا العام في عاصمة ديرتي “عمّان”، ولأول مرة منذ ثلاثين عاماً يجتمع أفراد عائلتي الصغيرة معي، منهم من هو آت من الرياض ومنهم من أتى من لندن التي كانت محطة الغربة الأخيرة وفيها وجدناً وطناً ثانياً بؤصل لبناء قبيلة مجالية بريطانية.

 وحيث عائلتي ابتليت برحيل عدد من أفرادها العزيزين في العامين الماضيين، فإننا قررنا مجتمعين أن نفرح فقد وجدنا في مناسبة العيد واجتماع اطراف الأسرة، أن نحتفي بمناسبتين هما “خطوبة الحبيبة منال ابنة شقيقي منصور للشاب الصاعد المناضل بعمله عمران قفيشة” ومن ثم “زواج الحبيب الإعلامي المتميز عمر ابن شقيقي الراحل فلاح الذي ارتحل قبل عامين من الفتاة الرقيقة تالا عبدالحليم الجبور المجالي”.

 على طريقتنا الخاصة وجدنا الفرح وسيلة لهزيمة أحزان الماضي القريب والتغلب عليها بأفراح ،،،، فرحتنا هذا العام بالعيد والخطوبة والعرس تشاركنا بها نورة حبيبتي وصغيرتي وحفيدتي التي هي أبهى ما أعطتني الحياة قبل عام في أعوام العسرة.

 نورة التي تحتفل بعيد ميدها الأول في 6 سبتمبر/ 2012 هي الكريمة البكر لنجلي الأكبر يزن وصلت مع ابيها وامها الغالية التي هي ابنة ثانية لي حيث لم ارزق ببنات وكان نصيبي بحمد الله الذكور قبل يومين اتمضي معنا شهراً كاملاً يتخلله عيد الفطر والمناسبتين الاجتماعيتين اللتين ذكرت، وهذا هو أول عيد تقضيه نور عيني “نورة” معنا.

 ومن لندن، حطت رحال الحبيبين علي ومعن ليشكل هذا الحضور البهي خريطة وتفاصيل مملكتي الصغيرة التي فرضت عليها أنا راضياً مرضياً مشقة الترحال والاغتراب.

 ولا أخفي سعادتي، أيضا أن هذه المملكة الصغيرة، صارت تتشكل مناصفة فهناك ثلاث غاليات هن “الأم والزوجة الحبيبة والمناضلة غفران، ومريم التي كانت إضافة ذات طعم خاص متميز لعائلتي وكانت قمة تميزها إنجابها للحفيدة نورة، والأبناء الثلاثة يزن وعلي ومعن وهم أصدقائي وعزوتي وأملي وطموحي وهم شهدوا كل لحظة من لحظات تحدياتي وانتصاراتي وانكساراتي في معاركي في ميادين الصحافة والإعلام” وأنا بين هذه الباقة العائلية الجميلة أشكل موقع “كبير القوم أو شيخ القبيلة” المجالية التي وجدت وطناً آخر تتعلق به هو بريطانيا.

 والحديث عن غربتنا، وانتمائنا لبريطانيا، يثير شجون مسيرة اغتراب قبيلتي كلها قبل ثلاثة قرون ونيف وكادت تقارب الأربعة، منذ انطلاق هذا الفخذ العائلي من بني تميم وهي فخر قبائل العرب في رحلتها من ديرة نجد شمالاً نحو أطراف بلاد الشام الشمال والاستقرار في بلاد الكرك ثم معاناتهم مع ضغوط حكام تلك الفترة الكئيبة التي أدت لهجرتهم ثانية طلباً للنجاة نحو الخليل حاضرة فلسطين وتحالفهم مع من ينتمون هناك للصحابي الجليل تميم بن أوس الداري ثم ارتحالهم لمصر بعد حادث قتل، فالعودة بعد سنين إلى الكرك طلباً للثأر ممن واجهوهم في المرة الأولى، ثم الاستقرار نهائياً في الكرك حاضرة مؤاب وتأصيل وجود كامل متكامل ساهم كثيرا في تعزيز الوحدة الشعبية والاستقرار “بعد حروب قبائل وغزوات من جهة ومواجهات مع السلطات العثمانية كانت قمة ثورة الكرك بزعامة الشيخ الثائر قدر المجالي وصحبه الميامين من ابناء الكرك  “خشم العقاب” الشماء ” في ما اصبح الآن المملكة الأردنية الهاشمية.

قبيلة المجالية  (المجالي) تعتز بقدر كبير لانتمائها أصلاً وتوالداً ونسباً لبني تميم، وللصحابي الجيليل تميم بن أوس الداري بحكم اللجوء والهجرة الى الخليل والتحالف مع من ينتمون له، وهو تحالف لم ينقطع إلى اللحظة. 

وحيث أن الفرح وحده لا غير في مناسبة عيد الفطر الحالي هو ما نخطط إليه، في اجتماع شمل عائلتي الصغيرة، مع عائلتي الأكبر التي تمتد أجنحتها من العاصمة عمّان إلى قلب مدينة القصر والربة والياروت وجدعا الجبور ومدين ومرود والكرك ذاتها.

 لا أخفيكم، وسامحوني إن اعترفت بتعلقي الشديد بقبيلتي وولائي الكبير لها الذي لا يفوق عليه عليه أي ولاء.. بعزّها، بتاريخها، بصلابتها، بإنسانيتها، بكرمها بتكبرها على الصغائر، بتآلفها، بتسامحها وبعفوها الذي صار مضرب الأمثال في الأردن، قبيلة المجالية (المجالي) ثرية في كل ذلك ويزيد، فهي لم تكن ثرية بما يظنه كثيرون وهو “المال السحت والثروة الحرام”.  

 وأخيراً، مع تمنياتي بمستقبل زاهر لأبنائي وحفيدتي غاليتي “نورة” فإن دعواي وصلواتي ونسكي لجميع المسلمين والعرب بعيد سعيد، وأخاطبهم من القلب “اتقوا الله في أوطانكم وأنفسكم .. أوقفوا الفتنة والجموا آلة القتل والذبح” لتكونوا فعلا أبناء “خير أمة أخرجت للناس” حتى نتمكن جميعاً من بناء مستقبل عامر بالإنجازات والأمن والأمن والطمأنينة لأجيال العرب والمسلمين كافة ليلحقوا بركب الحضارة بعيداً عن الضنك والحصار والاستكبار والتخويف والقهر أياً كان مصدر هذه الآفات التي تنخر جسد الأمة وتفتتها وتقودها إلى التهلكة والهلاك والخروج من التاريخ.  

2 comments on “عيدي حيث تكون “نورة” ويجتمع شمل العائلة في ديرة القبيلة

  1. بالصدفة وجدت هذه الصفحة ولفت انتباهي الطفلة ذات العيون الجميلة وما احلاها وعرفت اسمها فيما بعد وارجو ان تصبح فتاة يافعة وتحقق احلامها في ظل اهلها وعزوتها. قرأت ما ورد اعلاه وهو ليس مقالا بل تأملات شخصية لرحلة طويلة شاقة ولكنها استقرت في مكان آمن وهو الوطن العزيز وبين الذين تحبهم ويحبوك وهذا أفضل من الف لندن ومائة خليج سواء كان عربي او فارسي.
    سررت عندما رأيت معن بالصدفة في احدى الفعاليات الاجتماعية في لندن قبل شهور وأسفت عندما أخبرني بتوقف آرام. هذا مؤسف ولكن النظر للخلف لا يجدي وعليك الآن ان تنظر للأمام وتفعل او تكتب ما تؤمن به وتقتنع به دون الالتفات للفوائد الاقتصادية. وهذا يعطيك حرية التعبير دون مراعاة صاحب المصلحة او ممول هذا النشاط او ذاك.
    وبالنسبة لي فأنا شبه متقاعد حيث ليس لي وظيفة محددة أذهب لها في الصباح واعود في المساء. وأتسلى في الكتابة عن مواضيع الساعة واتطرق لموضوع الأردن من حين لآخر لأنه رغم الغربة والابتعاد الجغرافي لا أزال اشعر بانتماء روحي معنوي للأردن. ولا أريد ان يتعرض الأردن لحالة الفوضى والتغيير والعنف التي تواجه ما يسمى دول الربيع العربي. الاصلاح مطلوب ولكن قلب النظام واستيلاء مجموعات دينية على السلطة بالنسبة لي شخصيا مرفوض كليا والبديل الحركات اليسارية الشعاراتية الفاشلة التي تبرر وتؤيد المجازر في سوريا مرفوضة ايضا. الهاشميين مع جرعة من الاصلاح هنا وجرعة هناك ربما افضل للأردن من الدواء الذي قتل العراق التي ماتت في نظري ليس بعد سقوط صدام بل بتاريخ 14 تموز 1958. والعلاج السوري والليبي مرفوضان . وتوصلت الى قناعة ان النظام القائم الحالي مع تعديلات واصلاحات وبرامج تنمية اقتصادية ومكافحة الفساد هي أفضل من المجهول الذي قد يعيد الأردن مائة عام للوراء.
    والله الموفق وتحياتي لكل افراد العائلة.
    نهاد اسماعيل
    لندن
    22 أغسطس آب
    2012

  2. ابن العم الحبيب الغائب الحاضر البعيد مكانا قريب وجدنا اوحييك , وافتخر بك كل زمان ومكان, لانك تسكن دائما الوجدان , كما نسكن نحن داخلك رغم الاغتراب في المكان , لك مني الف تحيه , ولنوره مهجة حياتك الف قبلة وقبلة, واسمح لي ابن عمي ان ابعث لك بعض ابيات من قصيدة فخر نسجها ابني نوران عبدالعزيز . ارجو ان تعجبك. للعلم نوران لم يتجاوز السادسة عشر من السنين . ولكنه يحب ان ينظم الشعر.
    إنا العظامُ على الاراضي كلها ولنا السماء بغيمها المُحَملُ
    وكانَ القبائل للإصنام عاكفةً إلا تميمٌ لهم القبائل تُبتَلُ
    وليس بقبيلةٍ عليننا جميلةٌ ولنا على القبائلُ جمعُ طوائلُ
    ولنا قريشٌ نسائبٌ وقريبنا وتغلبُ وعبسِ لنا عدائلُ
    وإنا لا نهابُ الموت جداً ولا نخشى مُنههُ والنوازلُ
    ونشربُ الخمر أبياراً مخثرةٌ ولا يقربُ لنا ٍسكرٌ ولا ثملٌ
    شعر نوران عبدالعزيز نوران المجالي
    مع خالص تحياتي لك ابن عمك عبدالعزيز المجالي

Leave a comment